[ 0 منتجات ]
لا يوجد منتجات.
الذهاب للعربة

لم تستسلم للظروف.. إيمان السداوي قصة نجاح توجها الإبداع في النقش على النحاس والإضاءات التراثية

حين تركت وظيفتها فى إحدى الشركات، خلال الأزمات الاقتصادية التى تلت 2011، كان يمكن أن ينتهى بها الأمر، كست بيت، تنتظر رجلا يقدم لها المصروف، غير أن إيمان السداوي، قررت أن تجعل من النحاس مهنة لها، تعلمت وجربت، والآن هى تدير ورشة بها 15 سيدة، بعد أن أصبحت أول امرأة تعمل فى مجال المعادن والنقش على النحاس بالإضافة للعمل فى الإضاءات المنزلية المستوحاة من التراث الإسلامى.

درست إيمان فى كلية التجارة، ثم التحقت بالعمل بإحدى الشركات، وفى عام 2011 ونتيجة للظروف الاقتصادية التى مرت بها البلد تم الاستغناء عنها هى وعدد كبير من زملائها لتخفيض نفقات العمالة. فى هذا الوقت وجدت إيمان نفسها بدون عمل أو مصدر دخل فقررت العودة إلى ممارسة هوايتها فى الرسم وبدأت فى تصميم الاكسسوارات والحلى باستخدام خامات بسيطة. هى تقول: عندما كنت أزور مدرسة ابنى كان الجميع ينبهر ويعجب بتصاميمى وبالاكسسوارات التى أقوم بتنفيذها وبدأوا يطلبون منى تنفيذ مثلها لهم، وبدأت عملية البيع والشراء من خلال المدرسة ثم تطور الموضوع وبدأت النزول بمنتجاتى البسيطة إلى معارض اليوم الواحد بالأندية وتحول الموضوع إلى تجارة.

قررت إيمان دراسة الموضوع بشكل أكبر، حصلت على كورس بمركز الفسطاط للحرف التقليدية ودرست شغل النحاس والزجاج وحصلت على كورسات فى الخزف من كلية الفنون التطبيقية وكورس تصوير من كلية فنون جميلة، زارت الورش التى تقوم بتصنيع المعادن لتتعلم من الحرفيين أسلوب الصناعة، طورت نفسها بنفسها، وجعلت لتصاميمها شكلا خاصا بها.

وعن الصعوبات التى واجهتها أثناء العمل فى المجال تقول: فى بداية عملى كنت أنزل إلى الورش وأعمل وسط الصنايعية وكانوا يتعجبون من وجود سيدة تعمل بينهم فمن النادر أن أجد سيدة معى داخل هذه الورش، تم إحباطى أكثر من مرة ومازال يتم إحباطى وأنا أحصل على معلومة أو أقوم بتنفيذ فكرة جديدة, وللأسف هذه المشكلة موجودة فى هذا المجال على كل المستويات سواء كانوا أساتذة فى الجامعة أو كانوا حرفيين،ولم يتوقف الأمر عند إحباطى فقط ولكن هناك من كان يرفض دخولى إلى ورشهم من الأساس كما أن هناك حالياً شبه اتفاق بين أكثر من ورشة على عدم التعامل معى بعدما عرفوا أننى تمكنت من هذه الصنعة لاعتقادهم أننى سوف أنافسهم فى مهنتهم وسوف أخذ منهم التراث الخاص بهم لذلك يرفضون التعاون مع أى شخص غريب، فى الماضى كان صاحب الحرفة حريصا على تعليم أولاده وتعليم جيل جديد، الآن الموضوع اختلف ولا أعرف سبب المشكلة هل فى صاحب الحرفة أم فى الشخص الذى يريد أن يتعلم، لذلك الحرف لدينا انقرضت واختفت بشكل كبير. لذلك قررت التخلص من مشكلة التعاون مع الصنايعية وأسست ورشة خاصة بى تعتمد فقط على السيدات لأننى أعتقد أن السيدات أفضل فى التعامل عن الرجال فى مجال الحرف.

وتضيف إيمان: صناعة النحاس تعتمد على أكثر من صنايعى فالقطعة تمر على خمسة أوستة صنايعية على الأقل وكل شخص متخصص فى جزء معين لذلك جمعت كل التخصصات لدى فى الورشة، ومعى الآن 15 سيدة أقوم بتدريبهن فى الورشة ومعهم شاب واحد مهندس وبعد تدريبهم اتفقت معهم على العمل معى لمدة شهرين بالقطعة وأتمنى أن يأتى لى شغل كثير حتى أستطيع أن أعطى لهم مرتبات، ومعظم من جاءوا لى كانوا فوق 40 سنة وهذه كانت مفاجأة بالنسبة لى فمعظم صغار السن لا يريدون تعلم حرفة جديدة معظمهم يريد العمل فى مهنة لها عائد مادى كبير، وتعمل معى سيدة فوق الستين وتقوم بالحفر على النحاس وتأتى لى مرة كل أسبوع حتى تسلم لى الشغل الذى قامت به فى بيتها .فالسيدات لديهن استعداد قوى لتعلم أى حرفة ولديهن القدرة على تقديم أفكار فنية أفضل من الرجال.

وعن سر علاقتها تحديدا بالنحاس قالت: رغم أن بداياتى كانت مع الاكسسوارات والحلى إلا أننى مع الدراسة والخبرة شعرت أن النحاس هو الأقرب لى ومع خبرتى فى التعامل مع الخامات أقوم بإدخال النحاس مع المعادن الأخرى كتطعيم النحاس مع الخشب والزجاج وهذا النوع من التصاميم معروف جداً فى دول شرق آسيا.. حالياً نعمل على أن نكون مميزين فى هذا النوع من التصاميم هذا بالإضافة إلى العمل فى وحدات الإضاءة المنزلية المستوحاة من التراث.

عن التصميمات التى تصنعها ورشتها أضافت: كنت حريصة على دراسة أنواع مختلفة من الفنون مثل الفرعونى والإسلامى والقبطى بالإضافة إلى التصميمات العالمية، فعندما يكون لديك الخبرة تستطيع أن تقدم تصميما جديدا وأهم شىء أن تكون التصميمات مختلفة عن الموجود فى السوق لذلك يتعامل معى مهندسو الديكور لأن التصميم الذى يطلبه العميل من الصعب أن أعرضه بعد ذلك لأى شخص آخر وحتى إذا طلب منى عميل أن أصمم له قطعة موجودة فى السوق أنا برفض لأن ما يميز شغلى وتصاميمى أنها من الألف إلى الياء تعتمد على إبداعى أنا وهى فى الغالب تكون مختلفة عن الموجود فى السوق فأنا مثلا أجمع أكثر من خامة فى التصميم الواحد فمثلا النحاس مع الزجاج مع الخشب وهذه الميزة غيرموجودة عند المصممين الآخرين.

أما عن منافسة السوق الصينية فتقول: نعانى من انتشار المنتج الصينى فى الأسواق وعلى الدولة دور كبير فى هذا الموضوع فمن المفترض أن تقننه بحيث لا ينزل إلى الأسواق مباشرة خصوصا ان الكثير منا يقدم منتجات ذات جودة عالية تنافس المنتج الصينى، لكن ما يميز الصينى عن المصرى السعر الأقل والكميات الكبيرة نتيجة استخدام خامات ومعادن أرخص، وما يميزنا الجودة والتصميم الجيد واستخدام خامات غالية، ونحن نعانى من عدم توفر العمالة وارتفاع أسعار الخامات وللأسف السوق المصرية بها ركود بسبب هذه العوامل الكثيرة وأنا حاليا أقوم بتصدير أعمالى إلى الكثير من البلاد مثل السعودية والبحرين ولبنان وكنيا وكندا، ولكن شغل المعادن مطلوب أكثر فى دول الخليج، ولدى منافذ بيع من خلال معارض منظمة ومتخصصة للحرف اليدوية بالإضافة إلى اعتمادى على السوشيال ميديا فى تسويق أعمالى ولدى خط إنتاج باسمى إضافة إلى علامتين تجاريتين واحدة لتصينع الحلى والاكسسوارات والأخرى للإضاءة المنزلية المستوحاة من التراث الإسلامى.

للتواصل مع صفحة إيمان السداوي عبر فيسبوك EmanoArt و EmanoArt

للتواصل عبر انستجرام EmanoArts

لتعلم الحرف اليدوية مجانًا وبشكل أكاديمي احترافي منظم تابعوا هذه القناة Crafty Workshop

الاكثر قراءة
التعليقات