40 عاما من العمل تروي قصة نجاح الفنانة التشكيلية عزة الصبروتي في إحياء الحرف التراثية

^{كتب - علي منصور}

حملت على عاتقها إحياء التراث الذي كاد أن يندثر فأعادت إخراج الحرف اليدوية التراثية من تحت ركام اللامبالاة، مسيرة بدأت منذ 40 عاما أسفرت عن نجاحات رائعة في كثير من مجالات الحرف اليدوية التراثية.

الفنانة التشكيلية عزة الصبروتي بدأت قصتها برؤية رجل في الأقصر يريد تزويج بناته وعمرهن لا يتجاوز 12 عاما، لا لشيء إلا لفقره الشديد الذي لا يمكنه من إطعامهم فقرر تزويجهم لمن يطعمهم، وبعد بحثٍ طويل دون جدوى قررت تعليم تلك الفتيات وأمثالهن حرفة يدوية تقيهم من الفقر وتوفر لهم دخلا مناسبا وفي نفس الوقت تحافظ على التراث الذي يندثر.

الصعيد كنز مجهول وهو ما اكتشفته الفنانة التشكيلية؛ إذ بحثت في كل زواياه عن الحرفة التراثية المميزة له وسلمت كل جدة 5 فتيات لتعليمهن تلك الحرفة، لتحصل منهن على منتجات كما يقمن بتعليم غيرهن وبهذا الشكل تعود الحرفة للرواج.

مشغولات المعتمدية بمحافظة الجيزة

وبعد وقت من التعليم والإصرار تكونت مجموعات في عدد من قرى الصعيد تقوم بعمل منتجات مختلفة فأخذتها الفنانة التشكيلية لتسويقها في القاهرة وعادت إليهم بأرباح تلك المنتجات لشراء خامات والتوسع في الإنتاج، وبهذا الشكل قامت بعمل جيل جديد يحافظ على التراث كما هو لأنه كان دراستها، ولم تعد الفتاة تجلس في البيت عالة، وكذلك حافظت على التراث.

تقول الفنانة التشكيلية – في رواية قصتها لـ "فرزيانا" -: بدأت بقرية جراجوس داخل قنا، التي كانت عبارة عن جبل وأناس تحت خط الفقر؛ فبدأت في تشغيلهم على الخزف من طينة الجبل، وأصبحت الآن جراجوس على الخريطة الدولية كالمكان الذي يصنع الفخار اليدوي البسيط الشبيه بفخار القدماء المصريين، وأصبح هناك براند وختم على منتجات جراجوس.

وتؤكد أن المنتج كلما زاد في المحلية من خلال بساطته والتمسك بالتراث أصبح منتجا ينافس عالميا وهو ما تحقق كذلك في حرفة التلي السوهاجي وهو عبارة عن جلابية سوداء ترتديها نساء سوهاج في المناسبات مصنوعة من قماش التلي بخيوط الفضة حتى أصبحت زيا يرتديه كل نجمات العالم لكن بشكل مختلف.

مشغولات سوهاج

وأضافت: وغيرها من منتجات شمال سيناء الرائعة؛ إذ يصنعون منتجات غاية في الروعة لا يتم التغيير عليها إلا إذا تم اختيار خامة أفضل مع بقاء التصميم التراثي كما هو، بالإضافة إلى العرائس الخشب التي بدأناها في محافظة الشرقية من الصفر حتى أصبحت المكان الأول في العالم في ذلك المجال.

أمنية الفنانة التشكيلية كان بأن تختم حياتها بمعرض يشهد على مسيرتها الطويلة ويشاهد فيه كل تلك المنتجات التراثية وهو ما تحقق بإقامة معرض "تراثنا" بعد طلبها من الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدة أنه طلب منها عمل وزارة للتراث وتولي مهامها، غير أنها رفضت لأن سنها وصحتها لا يسمحان بذلك.

كما يقام حاليا حتى 14 يناير الجاري معرض "ديارنا" في القاهرة وهو المعرض الذي بدأت به الفنانة عزة الصبروتي رحلتها مع سوزان مبارك، ويعرض منتجات من جميع أنحاء مصر من أسوان جنوبا إلى سيناء شمالا.

مشغولات الشرقية

وبعد خبرتها الطويلة في مجال الحرف اليدوية أصبحت الفنانة التشكيلية عزة الصبروتي تمتلك مصنعا للأثاث التراثي في مسقط رأسها بمحافظة الإسكندرية تحاول تجسيد التراث الشرقي من خلال الأثاث ليصبح المنزل المفروش بذلك الأثاث ذا صبغة شرقية.

وفيما يتعلق بالصفات التي يجب توافرها فيمن يعمل في مجال الحرف اليدوية، ترى الفنانة التشكيلية، أنه لابد من التدريب الجيد، وعليه أن يعلم أن الخلفية التراثية لها دور كبير في الشيء الذي سيعمل فيه؛ فعليه العمل في أكثر شيء مشهور به المكان الذي نشأ فيه؛ لأن الموروث يؤثر فيه، أما من نشأ في منطقة لا موروث تراثي لها؛ فالمدرب هو الذي يبحث بداخل المتدرب عن أكثر شيء يمكنه النجاح فيه ويكتشفه.

مشغولات سيوة

وتستشهد الفنانة عزة الصبروتي على قدرة المدرب على اكتشاف ما يعجز عنه الشخص نفسه، بقصة حدث لها في إحدى دوراتها التدريبية على الخزف عندما كانت سيدة مديرة بنك كبيرة تقف بجانبها لتشاهد ما تقوم به فطلبت منها مسك الطينة فرفضت فوضعتها في يدها وبدأت بالفعل العمل في سن الستين حتى أصبحت من أعظم نحاتي ورسامي مصر ولم تكن تعرف من الأساس أن لديها موهبة النحت أو الرسم، ومثلها الكثير.

ونصحت الفنانة التشكيلية العاملين في مجال الهاند ميد بالإخلاص في المجال الذي يعملون فيه؛ لأنه كلما أخلص في الحرفة والمادة التي يعمل بها كلما أعطته أسرارها، وكلما عمل عليها أكثر سيكتشف أسرارها أكثر وأكثر، ومن هنا يبدأ الإبداع والابتكار، ويعمل على تحسين نفسه ووضع بصمته على المنتجات ومن هنا سيتعرف الناس على منتجاته بمجرد النظر إليها.

مشغولات شمال سيناء

للتواصل مع صفحة الفنانة التشكيلية عزة الصبروتي عبر فيس بوك جاليري ما شاء الله للموبيليات التراثية والمودرن دكتورة عزة الصبروتي