[ 0 منتجات ]
لا يوجد منتجات.
الذهاب للعربة

أفريقيا نمور بلا موارد (6).. جنوب أفريقيا مثالا

كتب - محمد أبو المجد

اجتذبت الأضواء مؤخرًا، عدد من الدول الأفريقية، والتي اعتُبِرت نمورًا اقتصادية، حيث حققت معدلات نمو مرتفعة جدًّا، والغريب أن الصعود تحقق بلا موارد طبيعية تقريبًا.

جنوب أفريقيا، يحتل اقتصاد جنوب أفريقيا المرتبة الـ 35 في العالم، والثاني في أفريقيا بعد نيجيريا، متجاوزة دول شمال أفريقيا ومصر، حيث يبلغ إجمالي الناتج المحلي 317.568 مليار دولار.

ويساهم اقتصاد جنوب أفريقيا بنسبة 0.4٪ من إجمالي الناتج المحلي العالمي، كما تعتبر جنوب أفريقيا هي الدولة الأكثر تصنيعًا في القارة السمراء، ويعتمد الاقتصاد في الغالب على الصناعات. يضع البنك الدولي جنوب أفريقيا في فئة البلدان ذات الاقتصاديات المتوسطة، مما يجعلها واحدة من البلدان الأربعة الوحيدة في هذه الفئة في أفريقيا، مع كل من: بوتسوانا والجابون وموريشيوس.

ويبلغ عدد سكان جنوب أفريقيا نحو 56 مليون نسمة، ويعيش نحو 26.2٪ من السكان تحت مستوى الفقر، كما يوجد في البلاد العديد من المناجم، وهي أكبر منتج للبلاتين في العالم. يواجه اقتصاد جنوب أفريقيا في بعض الفترات بعض المصاعب، حيث قد ينخفض بنسبة 1.1٪ إجمالي الناتج المحلي، ولكن الاقتصاد سرعان ما ينتعش مسجلًا نموًا بنسبة 2.5٪

أصبحت الفجوة بين جنوب أفريقيا ونيجيريا أقل بكثير، حيث أصبحت 60 مليار دولار مقارنة بـ 170 مليار دولار في نهاية العام الماضي.. ساعد على ذلك تراجع الاقتصاد النيجيري في الوقت نفسه، إلى حد كبير، منذ تخفيض قيمة العملة المتوقع منذ فترة طويلة، حيث شهدت النيرة النيجيرية انخفاضًا يقدر بنسبة 30%.

خرج اقتصاد جنوب أفريقيا من أول موجة ركود يتعرض لها منذ نحو عقد خلال الربع الثالث من العام الجاري. ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن مكتب الإحصاءات في جنوب أفريقيا، أن إجمالي الناتج المحلي ارتفع بنسبة 2،2 في المائة على أساس سنوي خلال ثلاثة أشهر حتى سبتمبر الماضي، وذلك بعدما انكمش بنسبة 0.4 في المائة خلال الربع الثاني.

وبحسب "الألمانية"، أوضح المكتب أن نمو الاقتصاد خلال الربع الثالث يرجع إلى ارتفاع الإنتاج الصناعي بنسبة 7.5 في المائة، وقطاع الزراعة بنسبة 6.5 في المائة. وتدرس جنوب أفريقيا إنشاء وزارة عليا للسياسة الاقتصادية كجزء من إعادة هيكلة كاملة للسلطة التنفيذية في البلاد. ستضم الوزارة الجديدة مجموعة من الإدارات الاقتصادية المتنوعة منها الخزانة الوطنية بهدف تبسيط صياغة السياسة الاقتصادية وتجنب تكرار الأدوار. وتحديد حجم الحكومة الجديدة سيرتبط بمراجعة الدور الذي تلعبه الشركات المملوكة للدولة في الاقتصاد الوطني.

يذكر أن اقتصاد جنوب أفريقيا، وهو أكبر اقتصاد صناعي في أفريقيا لم ينم بأكثر من 2 في المائة منذ 2013، وسقط في دائرة الركود فترة ليست قصيرة. وكان الرئيس كيريل رامافوزا قد أعلن في سبتمبر الماضي عن خطة تحفيز لزيادة نمو الاقتصاد. ومن المنتظر أن تساعد الإجراءات الرامية إلى تقليل الإنفاق العام في استعادة ثقة المستثمرين الذين يراقبون العجز في ميزانية جنوب أفريقيا.

وكان الرئيس رامافوزا، 66 عامًا، قد أدخل عدة تغييرات على حكومته منذ توليه السلطة في فبراير الماضي عقب استقالة سلفه "جاكوب زوما". حصلت جنوب أفريقيا على الاستقلال عن الاحتلال البريطاني يوم 31 من شهر مايو 1961م.

عاصمة جنوب أفريقيا هي مدينة بريتوريا، وشعارها الوطني هو "الوحدة في التنوع"، كما أن نظام الحكم فيها جمهوري فيدرالي، وتبلغ مساحة أراضيها 1،221،037كم²، وتقسم إداريًّا إلى تسع محافظات، والعملة الرسمية فيها هي "راند"، ويرمز لها بـ ZAR، إضافة إلى أنها تنتمي لعدد من المنظمات الدولية؛ كمنظمة التجارة العالمية، والأمم المتحدة، ومجموعة العشرين، والاتحاد الأفريقي، والبنك الدولي للإنشاء والتعمير، ووكالة ضمان الاستثمار متعدد الأطراف، ومؤسسة التمويل الدولية، ودول الكومنولث، والبنك الأفريقي للتنمية.

جنوب أفريقيا من الدول الغنية بالذهب، والألماس، والكروم، والبلاتينيوم، كما أنها مشهورة بغاباتها الكثيفة، مما جعلها من الدول التي تصدر الأخشاب، كما عرفت بتصدير القطن، والذرة، والفول السوداني، والورد. وتشتهر جنوب أفريقيا بتربية الأغنام، والماعز.

ويعتمد قطاع الإنتاج، بشكلٍ أساسي، على إنتاج الذهب، والألماس، والفحم، واليورانيوم.

وتنتشر الأراضي الزراعية فيها في إقليم لبوشفلد، والسهول الساحلية، وسفوح المرتفعات، ومن أشهر محاصيلها الزراعية: القطن، والقمح، وقصب السكر، والذرة.

وجغرافيًّا؛ تقع جنوب أفريقيا على دائرة عرض 29 درجة جنوب خط الاستواء، وعلى خط طول 24 درجة شرق خط جرينتش، في أقصى جهة الجنوب من قارة أفريقيا. وتتميز بمناخها المعتدل. وتتنوع التضاريس فيها، مثل: الصحارى كصحراء كالهاري، والهضاب، وصحراء ناميبا، والقمم الصخرية، والجبال كجبال دراكنزبرج، والأنهار كـ "أورانج" و"فال" و"لمبوبو".

في 1652م وصل إليها المستوطنون الهولنديون، وفي القرن الثاني للميلاد وصل إليها المزارعون الناطقون بلغة البانتو. ويبلغ عدد سكانها 54 نحو مليون نسمة حسب إحصائيات عام 2014م، كما يتحدث سكانها لغتين رسميتين؛ وهما: الإنجليزية، والإفريقانية، إضافةً إلى بعض اللغات المحلية؛ مثل: السوتية الجنوبية، والفيندية، والخوسية، والزولوية، والنديبلي جنوبية، الشمالية، والسوازية، ولغة التسونجية، والسوتية.

والمجتمع السكاني فيها يتألف من مجموعات عرقية مثل: 8،9% من البيض، والملونين. 2،5 من الآسيويين، والهنود. 79.2% من الأفريقيين السود. 0،5 من الجنسيات الأخرى. وتعتبر مدينة بلومفونتين عاصمتها القضائية، وكيب تاون عاصمتها التشريعية.

تابع مقالات سلسلة أفريقيا نمور بلا موارد

الاكثر قراءة
التعليقات